الجمعة، سبتمبر 26، 2008

طريقة السلف لتدبر القرآن



ذكر ابن كثير بعض الآداب ومنها : ( أن لا يمس القرآن ولا يقرأه إلا وهو طاهر، وأن يستاك

قبل تلاوته ، وأن يلبس أحسن لباسه ، وأن يستقبل القبله ، وأن يمسك عن القراءة إذا

تثاءب ، والا يقطع القراءة بكلام إلا لحاجة ، وأن يكون حاضر الذهن ، وأن يقف على آية

الوعيد فيستعيذ ، والا يضع المصحف منثوراً ولا يضع فوقه شيء ، وألا يجهر بعض

القراءة على بعض في القراءة .


كيف يقرأ القرآن : سُئل أنس رضي الله عنه عن قراءة النبي ( صلى الله عليه وسلم )

فقال : ( كان يُمدُّ مَدَّ اً ، إذا قرأ : بسم اللهِ الرحمن ِ الرحيمِ ، يُمدُّ باسم الله ، ويُمدُّ الر حمن

ويُمدُّ الرحيم ) البخاري


كل من قرأ القرآن خالصاً لله فهو مأجور . ولكن يتضاعف هذا الاجر ويعظم عند حضور القلب

والتدبر والفهم لما يُتلى، فيكون الحرف بعشر حسنات إلى سبع مائة ضعف .

فاحرص أخى على ألا تكون ممن هجر القرآن بأى نوعٍ كان ..


الجمعة، سبتمبر 05، 2008

اكتـســـاب الصبر

سبع وسائل لاكتساب الصبر:

الصبر خلق من أخلاق الإسلام الفريدة، والمتأمّل لألفاظ القرآن الكريم يجد الجذر صَبَرَ ومشتقاته قد ورد ذكره في كتاب الله تعالى أكثر من مائة مرّة. والصّبر ما هو إلا الحبس والكف.

وقد قسّم الإمام الغزالي – رحمه الله- الصّبر إلى قسمين: أحدهما بدني ؛ كتحمل المشاق والثبات عليها، والآخر نفسي ، وهو الصّبر عن مشتهيات الطّبع، ومقتضيات الهوى.

والصّبر علاوة على أنّه خلق إسلامي فهو خصيصة إنسانيّة؛ إذ الإنسان هو المخلوق المكلّف، وهو ضرورة للمؤمنين المتّقين، خصوصاً في هذا الزّمن الذي كثرت فيه المفاسد، وزيّنت الشّهوات، وقلّت المعينات على طاعة الله تعالى.

وللصّبر منزلة رفيعة في الدّين، وكما للصّابرين أجر عظيم، يدل على ذلك قول الله تعالى: ( إنّ الله مع الصّابرين) (البقرة 153)، وقوله تعالى :( والله يحبّ الصّابرين) (آل عمران 146)، وقوله عزّ وجلّ: ( و لنجزينّ الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) (النّحل 96)، وكقوله تعالى: ( إنّما يوفى الصّابرون أجرهم بغير حساب) (الزّمر 10).

وممّا يعينك على الصّبر، ويهونه على نّفسك، ما يلي:

: فلا بد أن يتيقّن المسلم أنّ هذه الدنيا زائلة، لا مقام فيها، ولا نعيم بها، وأنّها لا تصفو لأحد، وقد خلقها الله تعالى مزيجة من الصّفو والكدر، وصدق من قال:

فأفٍّ لدنيا لا يدوم نعيمها تقلّب تاراتٍ بنا وتصرّف

2- معرفة دور الإنسان في هذه الحياة: فالله خلق الإنسان مبتلىً للعمل والعبادة والاستخلاف، وهو ملك الله تعالى، وكلّ ما قدّر الله تعالى عليه هو داخل بهذا الابتلاء. والله تعالى هو المنعم المتفضّل فله ما أخذ وله ما أعطى.

3-اليقين بحسن جزاء الله تعالى: خصوصاً للصّابرين المحتسبين، فلو استشعر المسلم جزاء الصّابر الشّاكر، لتمنى لو كان دائم البلوى، وإنّ هذا اليقين ممّا يخفف من الإحساس بشدة المصائب، بل قد ينقل المكروه إلى محبب، وما أعظمه أجر الصّابرين في قوله تعالى: ( نعم أجر العاملين، الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلّون) (العنكبوت 58،59).

4- اليقين بكرم الله بالفرج: وأنّ بعد العسر يسراً، وأنّ بعد الضيق الفرج، وأنّ حال الشّدة والابتلاء لا يدوم، يصدّق هذا قوله تعالى: ( سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً) (الطلاق 7).

5- الاقتداء والتّأمّل في سير الصّابرين: من رسل الله وأنبيائه ودعاة ومظلومين، ومهما عظمت المصائب أو تعاظمت الشّهوات فسيجد المتتبّع لهذه السّير من يقتدي بصبرهم. وقد حرص القرآن الكريم خصوصاً المكيّ على تكرار مثل هذه القصص على جيل الصّحابة الكرام؛ تخفيفاً عنهم وتربية لهم. ولعلّي أنصح الأخت الكريمة بالوقوف على الصّبر في قصص أنبياء الله: أيوب ويعقوب ويوسف وإسماعيل.

6- سكينة النّفس بقدر الله تعالى: فقدر الله نافذ، ولن يغيّر الجزع والحزن من القدر شيء، والعاقل من لا يحرم نفسه مثوبة الصّابرين المحتسبين.

7- الدّعاء بالتّخفيف من المصاب، والإعانة على الصّبر: والدّعاء أسهل العبادات، ويستطيعه كل الأحياء، ولا أعلم حديثاً عن رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- يدعو الله فيه بالصّبر عموماً، وإنّما أدعية كثيرة مرويّة عنه بتخفيف المصاب ودفع البلاء، ولا يطلب من المسلم أن يتكلّف ألفاظ الدّعاء، بل يدعو بما تيسّر على لسانه؛ مثل : يارب صبّرني على مصيبتي، أو أعنّي على الصّبر، أو خفف عنّي مصيبتي.

أدعو الله أن يجعلنا من الصّابرين، وأن يرزقنا أجورهم...


الخميس، سبتمبر 04، 2008

هدايا للصائمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
لا أجد أحسن هدية ولا أعظم تحفة ولا أجل عطية من أن أقدم للصائم هدايا من رسول الهدى عليه الصلاة والسلام يهديها لكل مسلم، إنها تلك الأحاديث العملية التي ذكرت مقرونة بالأجر والثواب، إنها تلك الأحاديث التي هي من أبواب السعادة ومن طرق الخير في الدنيا والآخرة.

أيها الصائم دونك الأحاديث واحرص على العمل بها:

يقول عليه الصلاة والسلام: «من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتبت له بها عشر حسنات، وحط عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإذا قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح». رواه أحمد، وابن ماجه وسنده صحيح.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يصبح أو حين يمسي: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة».رواه أحمد، وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم بسند صيحيح وهو عند البخاري بلفظ آخر.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يصبح وحين يمسي: «سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء إلا أحد قال مثل ذلك وزاد عليه» رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله نبياً وجبت له الجنة». رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وهو حديث صحيح.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة». رواه الترمذي وابن حبان، والحاكم وهو حديث صحيح.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». متفق عليه.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قام بعشر آيات، لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين». رواه أبو داود وابن حيان وهو حديث صحيح.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يمسي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يمسي». رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وهو حديث صحيح.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره لدغة حية في تلك الليلة». رواه الترمذي وابن حبان والحاكم وهو حديث صحيح.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله لا حول ولاقوة إلا بالله يقال له: كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان». رواه الترمذي.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً غفر الله له ما تقدم من ذنبه». رواه مسلم والخمسة.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات، بنى الله له بيتاً في الجنة». رواه أحمد بن معاذ بن أنس وسنده صحيح.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت». رواوه ابن حبان والنسائي وهو حديث صحيح ولم يصب من ضعفه.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن». رواه أحمد والنسائي والترمذي وهو حديث صحيح.

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ بمائة آية في ليلة، كتب له قنوت ليلة». رواه أحمد والنسائي بسند صحيح.

هذه باقة عطرة من محمد صلى الله عليه وسلم نزفها إلى كل صائم.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين.

د.عائض القرني

استمتع بقيام الليل

قيام الليل من أفضل الطاعات، يربي النفس ويزكيها ويهذبها، ويقربها إلى الله، ويمنحها الطمأنينة والراحة ولذا يجب الحرص عليه، وعدم الانقطاع عنه.

والذين يقومون الليل يعرفون أنّ له حلاوة خاصةينساها من يطول به البعد عنه، كما أنّ له فوائد جمة أقله سعة الرزق، وانشراح الصدر، ونشاط البدن.

ولكي تستمتع بقيام الليل هناك عدة عوامل مساعدة أبرزها:

1- لا تكثر من الطعام قبل النوم، وتذكر قول لقمان لابنه: " إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وقعدت الأعضاء عن العبادة ".

2- تعهد القيلولة، وقد جاء في الصحيح: «قيّلوا فإنّ الشياطين لا تقيل».

3- تجنب المعاصي، فمقترف الذنوبلا يوفق لقيام الليل، وقد قيل لعبد الله ابن مسعود : مالنا لا نستطيع القيام؟ قال: أبعدتكم اذنوبكم.

4- اخلد إلى الفراش وأنت سليم القلب من الحسد والحقد، وهموم الدنيا.

5- احرص على أكل الحلال، والابتعاد عن الحرام.

6- أكثر من ذكر الله.

7- تفكر في فضل قيام الليل بسماع الأحاديث والآثار الواردة فيه، حتى يدفعك ذلك إلى العمل، ويسهل عليك المشقة.

8- تذكر حلاوة مناجاة الرب عزوجل والوقوف بين يديه.

9- نم مبكرا ولا تنس أذكار النوم.


سلسلة العلامتين