الأحد، مايو 24، 2009

خطوات عملية

إليكَ أيُهَا التائِبُ هذَا السياجُ الواقِي وأهمُ الوسائِلُ العملِيةُ التِي تُحافِظُ بِهَا علي بذرةِ توبتِكَ
وتثبتُ بِهَا عليَ الخيرِ الذِي أنتَ فيهِ، بإذنِ الله.
1- أجعَل لنفسِكَ وِرداً مِن القرءانِ الكرِيِم يومِياً وبشكلٍ مُستمِرٍ وهروِل إلي كتابِ اللهِ، فِي أيِ وقتٍ شعرتُ فيهِ بالضِيِقِ أو بالرغبةِ فِي العودةِ إلي المعصِيةِ أو حتَي بِمجردِ حنِيِنٍ وسعادةُ اعترتكَ إن استرجِعتَ ذكرَاهَا.

2- أجعَل لنفسِكَ وِرداً مِن الأذكارِ اليوميةِ وخصِص وقتَاً لذلِك ولا تتنازلُ عنهَا ولا تتهاونُ فيهَا مهمَا كانتِ الظرُوُف وكذلِك اجعلُ لسانُكَ دائِماً رطِباً بذكرِ الله وأكثِر مِن الاستغفار والتهلِيلِ والتكبِيِر والحمدِ، وكُلِ ما شابهَ ذلِك.

3- المُحافظةُ علي الصلواتِ الخمسةِ والخشوعِ فيهَا والاستزادةُ بِما استطَعتَ وما قدَرَ اللهُ لكَ مِن السُننِ والنوافِل.

4- الدعاءُ والتذلُلُ للمولي عز وجل بالقبُوُلِ والمغفِرةِ والثباتِ حتَي المماتِ علي التوبةِ والهِدايةُ.

5- هجرُ وتغيِرُ المكانِ الذِيِ كُنتَ تعصِي الله تعَالَي فيهِ وبالطبعِ فإن هذَا يتوقفُ علي نوعِ المعصِيةِ التِيِ كُنتَ فِيِهَا وكذلِكَ الهجرُ والابتعاد عَن كُل مَن كانَ يُشارِكُكَ هذِهِ المعصِيةُ أو حتَي يُشجِعُكَ عليهَا وأقذِف بعِيداً وبكُلِ ما أوتِيتَ مِن قوةٍ، كلِ وسيِلةٍ أعانتكَ علي المعصيةِ وعلَي التمادِي فِي الرذِيلةِ.

6- البحثُ الدؤبُ عن الصحبةِ والرفقةِ الصالِحةَ والتِي تصدُقُكَ القولُ وتشدُ مِن أزرِك، وتأخذُ بيدِكَ وتكُونُ لكَ هادِياً ودلِيِلاً ونُوراً يُضِيِء لكَ الدربَ والطرِيِقَ، بإذنِ الله.

7- شغلُ أوقاتِ الفراغِ بِكُلِ ما يُفَقِِهُكَ ويُرغِبُكَ فِي التمسُكِ بأوامرِ ونواهِي الدِيِنِ ويُعمِقُ إحساسُكَ بجمَالِ ورفعةِ دينٌ هُو نعمةٌ مِن المولَي عز وجلَ علينَا وبهِ كنَا خيرُ أمةٍ أخرِجت للناسِ دينٌ ليسَ فِيِهِ حِرمانٌ ولا محروُمٌ فالمولي عز وجل لَم يُحرِمُ علينَا الشهواتِ، وزينته التِي أخرجَ لعبادِهِ والطيباتُ مِن الرزقِ، ولكِنهُ كَرمنَا وأكرمنَا فأرادَ سبحانهُ وتعَالَي أن نحيَا فِي عزةٍ وكرامةٍ ولا يكونُ هذَا إلا فِي حلالٍ وبِحلالٍ.

ولا تنسَي أن يكُونَ طرِيِقُكَ فِي التفقُهِ هُوَ المصادِرِ الموثوقةِ التِي تستسقِي منهَا الحقُ والصِدقُ، فلا تتخبطُ وتختلُطُ عليكَ الأمورُ وهذَا الذِي نراهُ يحدُثُ للكثِيِرِ فِي هذَا الزمانِ.

لا تنسَي أيضاً الاستزادة مِن سِيرةِ المُصطفَي صلي اللهُ عليهِ وسلم وكذلِكَ قصِصِ التائِبِيِن والعابدِيِن والصالِحِيِن ، فكُلُ هذَا يُعطِيِك الحافِزُ والطاقةُ التِي تشحذُ الهِمةُ، بإذنِ الله.

8- لا تنسَي نصِيبُكَ مِن الدنيا وروِح عن قلبِك ونفسِكَ بمُمارسةِ الهواياتِ التِي هِي فِي حُدودِ ما أحلَ اللهُ ولَم يُحرِم وتفاعلُ معَ عائلتُكَ وأصدقائُكَ الأخيارُ، ولا تُشدِدُ علي نفسُكَ حتَي لا يُشدِدُ الله عليكَ ولا تعتقدُ أن التوبةُ والالتزام يعنِي التجهُم والعزلةُ ورفضِ الناسِ والحياةِ والعلم بل أدِي رسالتُكَ فِي الحياةِ وكُن مُطمئِناً سعِيداً واستمتِع بكلِ ما أحل اللهُ لكَ.

9- أصبِر علَي التمحيصِ والابتلاء والأذى أياً كانَ فاللهُ تعَالَي يختبرُ التائِبِيِن، ليعلمَ الذِيِنَ صدقُوا ويعلمُ الكاذبِيِن، سبحانهُ مَن لا تغِيِبُ عنهُ غائبةٌ فِي السمواتِ والأرضِ ومَن يعلمُ خائِنةَ الأعيُنِ وما تُخفِي الصُدُورِ واحذَر الفتِن والمُغرياتِ التِي ستُعرضُ عليكَ، بل وأنهَا ستأتِيكَ علَي طبقٍ مِن ذهبٍ ولربمَا كُنتَ فِي زمنِ المعصِيةِ أنتَ الباحِثُ عنهَا.

وأخيِـراً إياكَ أن تقُولَ:
أعودُ ولكِن ليسَ كَمَا كُنتَ بَل بمعصِيةٍ صغِيرةٍ
فأولُ الغيثِ قطرةٌ ومعظمُ النارِ مِن مُستصغرِ الشررِ
فجاهِد نفسُكَ الأمارةُ بالسوءِ ولجِمُهَا واكبَح جِماحُهَا وأغلِقِ أبوابَ الماضِي
ومزِق صفحاتهُ واحرِقهَا وقدِمُهَا للرِيِحِ تطِيِرُ بِهَا وتنثُرُهَا بعِيداً عنكَ
وضُمَ بذرةُ توبتِكَ إلي صدرِكَ وقلبِكَ الطاهِرُ النقِي واحتضَنهَا كمَا احتضنكَ أمُكَ، وجِلةٌ فرِحةٌ خافِقٌ قلبُهَا لولِيِدِهَا وتذكِر دائِماً بأنَ الأخِرةُ خيرٌ وأبقَي وأنَ العاقبةُ للمُتقِيِن وأختِمُ معكَ أخِي التائِبُ بقولِ المولَي عز وجَل :

(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة

سبحانك اللهم وبِحمدِك * أشهدُ أن لا إله إلا أنت * أستغفِرُك وأتُوُبُ إليك

المصدر: موقع أذكر الله

الخميس، مايو 21، 2009

المصيف


لماذا نذهب إلي المصيف ؟؟!
بالطبع لكي يروّح الإنسان عن نفسه و يجدد نشاطه و يغير الجو الرتيب الذى يعيشه طول العام
و لكن هل هذه الأفعال يجب ان تكون عن طريق المعاصي و الذنوب
يعنى هل يجب لكي يروح الإنسان عن نفسه أن يرتكب المعاصي
قد يقول قائل : " فيها ايه لما يقعد الواحد يفرفرش شوية.....و الواحد بيصوم و بيصلي.......
يعنى الواحد مبيعملش حاجة كبيرة قوي .....إحنا أحسن من غيرنا "
اقسمت عليك بالله...................هل تعرف ان فعل مثل الأفعال انها حرام
أقسم بالله انك متأكد من حرمانيتها و لكن نفسك تكابر
قد يقول قائل : " ايوة انا عارف انها حرام ..بس يعني اسيب صحابي و اسيب الشلة ..
خليني زى صحابي "
يقول الله " و ان تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله "

العبرة ليست بماذا يرضي الناس أو علي ماذا إجتمع الناس عليه..بل العبرة بماذا يرضي الله عز و جل
قال رسول الله " يقال يا أيها الناس...هلموا الى ربكم....ثم يقال أخرجوا بعث النار...فيقال من كم .... فيقال من كل 1000 ادخلوا 999 النار"
يعنى سينجو من كل 1000 واحد ...............شخص واحد فقط من كل 1000
خلق الله عز و جل ان الرجل ينجذب للمرأة و المرأة ينجذب للرجل
فكيف يقول قائل " انا لا اتأثر بهن ...... الموضوع عادي جداً "
و لكن أخبرني ....ما الدافع الذى يدفع الشباب لكي يفعل ذنوب السر
اذا كانوا لا يتأثرون بهن
و لكن قال رسول الله " لا تتبع النظرة النظرة...فإن لك الأولي...و عليك الثانية "
أخي في الله
هل تحب ان تري أختك او أمك او حتى زوجتك ان تلبس مثل تلك الملابس
بالطبع لا
أخي في الله.................راجع نفسك

الضربة

لماذا لا نترجم رسائل الله لنا قبل فوات الآوان ؟؟

لماذا لا نتوب قبل فوات الآوان؟؟

لماذا لا نعود إلى طريق الله قبل فوات الآوان ؟؟

لماذا لا ننتبه قبل .. الضربة القاضية !

للاستماع أو مشاهدة أو تحميل درس بعنوان :

للدكتور/ حازم شومان - حفظه الله - .

الأربعاء، مايو 20، 2009

حملات دعوية


يسر إدارة موقع الطريق إلى الله
أن تعلن عن حملة فريق التصميم الجديدة
والتي بعنوان :
للمشاهدة أو التحميل :

رسالة من ......



مات عصام

و لو تصورتم ان يكون عصام بيننا الآن و يريد ان يرسل لنا رسالة

رسالة من قبره

ماذا كان سيقول فى رسالته؟؟؟؟

أخونا عصام توفي هذا العام و كان موته فجأة

و ما اكثر موت الفجأة

قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " موت الفجأة أخذة أسف "

هذا الزمن هو زمن التمحيص

ليميز الله الخبيث من الطيب

فيصطفي الله الطيب لأنه لن يستطيع ان يكمل المشوار..لأننا فى زمن فتن فقد يُفتن ان استمرت حياته

و يأخذ الخبيث لأنه قد تعدي الخطوط الحمراء .. لأنه سيء و باطن الأرض خير له من ظاهرها

و لكن الشخص الذى خالطه عمل صالح و آخر سيئاً مثل عموم الناس

ساعات يرجع الى الله ...و ساعات يأخذه تيار السيئات

مع من سيكون ؟؟؟؟

قال رسول الله صلي الله عليه و سلم " يبعث المرء على ما مات عليه "

اذا اطلعك الله على صحيفة عملك الآن

كيف سيكون شكل صحيفة عملك

أخى ....لو ذهبت الى طبيب و أخبرك ان حياتك فى الدنيا أيام معدودة

ماذا ستفكر فى هذه اللحظة .....

..... موت الفجأة أصبح ظاهرة

::::في هذا الدرس ::::

الشباب و


ليه بنكلم عن الجامعة ... لإنها أخطر فترة في حياة الإنسان ...
فى ناس بترتكب فى الجامعة موبقات وكبائر .... وناس في الجامعة حملت ملايين الذنوب هتحملها على ظهرها يوم القيامة ...
فى ناس بتخرج من الجامعة لو ماتت هتدخل القبر لن تجيب على سؤال من ربك وما دينك؟؟..
وفى شباب حفظ قرآن فى الجامعة وفى شباب التزم على إيدهم آلاف الشباب فى الجامعة ...
وفى ناس بتخرج من الجامعة وهما من السابقين السابقين.... لإن دى أخطر فترة فى حياتك ... مينفعش تعدى كده ...
إيه هدفك السنة دى ... قررت تعمل إيه ....عايز تعيش جنة الإيمان فى الجامعة .... عايز تقضى أوقات لاتنسى فى الجامعة ...
عايز تكون السنة دي تغيير حقيقي فى حياتك الجامعية ....
دروس ذات صلة :
مجرد علاقــة بريئة

قبسات


لا يوجد كلام يكفي للتعبير عن هذه المقاطع المتميزة أبداً
والتي تتناول قضايا تهمنا جميعاً ويعبر عنها مشايخنا وعلماؤنا
وتم تجميعها بأسلوب وبشكل متميز
حتى أصبحت هذه المجموعة من :
للمشاهدة أو الاستماع أو التحميل

وعنت الوجوه


لماذا ننظر إلى ما هو صغير ونعظمه؟؟
أتعلم كيف يُعامل هاجر القرآن في الآخرة ؟؟
أتعلم كيف يُعامل حامل القرآن في الآخرة ؟؟

ما مصير كليهما يوم القيامة مع ألوان العذاب الرهيبة ؟؟

الكثير والكثير من الاستفسارات .. لمعرفة إجابتها والمزيد .. في ندوة بعنوان ::
(_( وعنت الوجوه للرحمن)_)

للدكتور / حازم شومـــــــان - حفظه الله - .

للمشاهدة أو الاستماع أو التحميل :
اضغط هنــــــــــــا

الامتحانات


لقد أُعلنت حالة الطوارئ في أغلب بيوت المسلمين في هذه الفترة ...
حتى من عنده أبناء في المرحلة الإبتدائية مازال يترقب ...
ويعِدُ أولاده إن نجحوا بالجوائز والرحلات ...
ويخوّفهم إن رسبوا بالعقاب والحبس في البيوت ...
فالقلوب مضطربة .. وأعلنت حالة التأهب القصوى ...
لماذا ..؟!!
لامتحان عابر في الدنيا ؟!!

فأراد الشيخ أن يهون على إخوانه وابناءه من الامتحانات في درس بعنوان ::
/~/ الامتحان ~
للدكتور / عبد الرحمن الصاوي - حفظه الله - .
للإستماع أو مشاهدة أو تحميل الحلقة :
اضغط هنـــــــــا

/~/ روابط ذات صلة ~ ::
ملف شامل عن الامتحانات

الإسلام


لا يوجد دين شهد له فلاسفة العالم المتحضر مثل الإسلام

قال برناردشو " إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها ريثما يشرب فنجاناً من القهوة "
هل الإسلام هو رمز عزتك ؟؟؟
و هل الإسلام بالنسبة لك موضع فخر ؟؟؟

جلسة مع صحابي



اليوم سنجالس صحابي جليل من صحابة رسول الله صلي الله عليه و سلم
سنجلس معه و نعرض عليه مشاكلنا ليعطي لنا حلول عملية لحل تلك المشاكل

سيقول لك
قال رسول الله " التائب من الذنب كمن لا ذنب له "

قال رسول الله " الندم توبة"

عندما تتذكر ذنوبك التى تبت منها " استعذ بالله من تلك الأيام "

و تذكر انك ستقف امام الله عز و جل سيحاسبك و يقرك علي اعمالك

روي ان رجلاً عبد الله 70 سنة ثم أصاب فاحشة فأحبط الله عمله

ثم مر بمسكين فتصدق عليه برغيف...فغفر الله ذنبه و رد عليه عمل ال 70 سنة
احذر اخي من الانتكاس

::::: هنا في هذا الدرس :::::

دموع في حياة الرسول

البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده، قال تعالى: {وأنه هو أضحك وأبكى} (النجم: 43)، فبه تحصل المواساة للمحزون، والتسلية للمصاب، والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .
ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة، فتهتزّ لأجلها مشاعره، وتفيض منها عيناه، ويخفق معها فؤاده الطاهر .
ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين، والشوق والمحبّة، وفوق ذلك كلّه: الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .

فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه، وهيبته من جلاله، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه -) رواه النسائي .

وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول: (قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال: (يا عائشة ذريني أتعبد لربي)، فتطهّر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال له: [أفلا أكون عبداً شكوراً؟]) رواه ابن حبّان .

وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: (قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اقرأ عليّ)، قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل؟، فقال: (نعم)، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} (النساء: 41) فقال: (حسبك الآن)، فالتفتّ إليه، فإذا عيناه تذرفان)، رواه البخاري .

كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فجلس على شفير القبر – أي طرفه -، فبكى حتى بلّ الثرى، ثم قال: [يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا]) رواه ابن ماجة، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها، ولذلك قال في موضعٍ آخر: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً) متفق عليه.

وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، يوم قرأ قول الله عز وجل: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} (المائدة: 118)، ثم رفع يديه وقال: (اللهم أمتي أمتي) وبكى .
وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله: (ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح) رواه أحمد .

وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى، قال تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} (الأنفال: 67) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.

ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب، كمثل أمه آمنة بنت وهب، وزوجته خديجة رضي الله عنها، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وولده إبراهيم عليه السلام، أو فراق غيرهم من أصحابه، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .
فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) متفق عليه.

ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله، ثم قال: (زوروا القبور فإنها تذكر الموت) رواه مسلم .

ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وكان جوابه عن سرّ بكائه: (هذه رحمة جعلها الله، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) رواه مسلم .

ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله) رواه البخاري .

ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص، ولا دليلاً على الضعف، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر، وغير مصحوبٍ بالنياحة، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى .


المصدر: موقع الشبكة الإسلامية